اللوحه

موضوع: اللوحه الأربعاء مايو 27, 2009 8:52 am

كنت لا أزال واقفة أمام تلك اللوحة التى الجميلة التى رأيت.....

فقد استوقفنى ذلك الغموض وودت لو أننى أستطيع فهم تلك الرموز ....

كانت لوحة لطريق بين الأشجار ...

كان الطريق بلا بداية أو نهاية ولكن ذلك لم يكن من الأهمية بمكان حيث كانت الصورة ممتلئة بالألوان الفاتنة....

كان الغروب يملؤ الأجواء بألوانه المتداخلة الدافئة وانعكاسات الأشعة امتدت لتتخلل أوراق الشجر اللامعة ...

اللوحه Cccccc4

كانت الأشجار تقف برونق وشموخ على جانبى الطريق وقد تشابكت أفرعها وأوراقها ووقفت بجانب بعضها البعض بتداخل واندماج واحدة تلو الأخرى حتى بدت كجيش جرار تكاتفت فيه جحافل الجنود لتمنع تقدم الأعداء .....

فكثافة الأشجار كانت تزيد كلما بعدت عن الطريق وألوان الغروب أخذت تكتم أنفاسها كلما توغلت بعيدا عن الطريق حتى وصلت للون الأسود القاتم عند آخر الأشجار من بعيدوكأن تلك الأشجار تحاول منع الضوء من التوغل بينها فتراه يختفى أما صمودها وتكاتفها ......

يذوب هناك بين الظلام ويتجمع الضباب لينشر الغموض حول المكان فتشعر الأسرار بالأمان وتسير هناك باطمئنان ....

كان مشهد تلك الغابة البعيدة غامض حقا مخيف أيضا ولكنه يثير الفضول وروح المغامرة ........

سمحت لخيالى بالانطلاق ووجدتنى أقف على بداية الطريق من ورائى يقبع الماضى على ما كان بحلوه ومره إلا أنه لم يعد يفيد ....

نظرت ورائى فلم تستطع عينى حتى أن تلمح ظله فقد صار أبعد مما تصورت.....

اللوحه 48912.imgcache

وأمامى كان الطريق بنفسجيا مبهجا يأسرنى فيه حب الحياة ونسيمها العليل ومن أمامى كان الطريق بلا نهاية ووجدتنى لا أريد أن أعرف ما تكون ولكن الأشجار البعيدة هناك كانت تتحدانى فى إباء وتضع سدا حاجزا بينى وبين البعيد وترفض باصرار أن يرى بصرى المزيد لتنطلق تساؤلاتى تسبح فى الفضاء تسأل الهواء والنسيم عن تلك الأسرار الثمينة التى تبيت فى الخفاء....

فأرحل نحوها وأمضى أحمل بين جوانحى أمل بلون الورد الجورى رائحته الخفية عند الصباح فأنشره وأكشف سره وجماله وأنثرها فى دروب الأيام كما ينشر ندى الصباح عبير الورود

وعدت لأرض الواقع عازمة على أن أرسم لى فى الحياة لوحة وأعلم أن الماضى وإن كثرت آلامه قد رحل عنى رحيلا أبديا وبقى الحاضر تزهر دروبه براعما سحرية تأخذنى لمستقبل خفى ربما أسترجع به ما فاتنى فى الماضى والذى يكفينى فى سبيله الأمل

ماراق لي

تحياتي