التطبيقات :
يقول أبوا فراس الحمداني :
أراك عصيّ الدّمع شيمتُكَ الصبْر // أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمْرُ
نعمْ أنا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ // ولكنّ مثلي لا يذاعُ له سرُّ
قطع هذه الأبيات وحدد بحر هذين البيتين. واذكر أحوال الأعاريض والأضرب ؟
مدخل للشعر النبطي ( العامي أو الشعبي ) :
اختلف الكثير في معنى الشعر النبطي . وفي مصدره . فمنهم من قال بأنه جاء من الأنباط .ومنهم من قال بأنه من (نبطة) ( فخذ من قبيلة سبيع) .وما هو مرجح أن الشعر النبطي هو الشعر العامي الذي تخصص بقوله أبناء البادية وإن كتبه غيرهم فيما بعد .
هناك الكثير من البحور المشتركة بين الشعر الفصيح والعامي . بحكم صلتهما . إلا أن هناك الكثير مما طرأ على الشعر العامي في مجال الأوزان بحكم تغير اللهجة نفسها من الفصحى إلى العامية فمثلا كلمة ( بحْر) بالفصحى تنطق بالعامية ( بحَر ) .أيضا ومن حيث ابتكارات الألحان فكما هو معروف من أن أهل البادية غير متعلمين وتعلمهم للشعر يكون غالبا من الاستماع و تلحين هذه القصائد في ( حداء أو أهازيج أو شيلات ) .فأصبح في الشعر العامي الكثير من التجاوزات إلا أنها لم تخرج ولا أظنها ستخرج عن بحور الخليل . فمثلا بحر الطويل في الفصحى لا يأتي مجزوءا بينما بحر الهلالي الذي هو بحر الطويل يأتي مجزوءا .كيف؟ عن طريق الألحان !
أيضا إذا جئنا إلى التفاعيل المستخدمة نجدها ستة !
بسبب اختلاف اللهجة من حيث النطق وهي ( مستفعلن , فاعلاتن ,مفاعلين,فاعلن ,فعولن,فعلن ) .
الهلالي وبعض أنواعه :
يقال بأنه سمي بالهلالي نسبة لأن أول من قاله هم من بني هلال وقد اكثروا في استخدامه . وهو ما
يسمى ببحر الطويل .
-وقد يأتي كاملا( الهلالي الطويل ) إلا من قبض التفعيلة الأخيرة ( الضرب) (مفاعيلن =مفاعلن)
فتصبح على وزن ( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن .....)
كما قال الشاعر محمد العبدالله العوني ( أخطر وأكبر وأهم شاعر كتب في شعر الحرب بل كان
تخصصه رحمه الله ) .
خلوجٍ تجذّ القلب باعلا عوالها /// ترزم بعبراتٍ يحطّمْن سلالها
تهيض مفجوع الضماير بحسّها /// إلى طوّحت صوتٍ تزايد هْجالها
فلو قطعنا البيت الأول على سبيل التوضيح :
خلوجٍ تجذّ القلب باعلا عوالها //
--ن--ن/--ن-ن-ن /--ن-ن /--ن--ن
فعولن /مفاعيلن /فعولن/مفاعلن
/ تكَسّر بعبراتٍ يحطّمْنَ سلالها
--ن-ن/--ن-ن-ن/--ن-ن /--ن—ن
فعولن /مفاعيلن /فعولن/مفاعلن
-أو باستخدامه بتحويل تفعيلة آخر البيت من مفاعيلن إلى (مفاعي )
كما يقول راشد الخلاوي يرحمه الله :
الايام ما باقٍ بها كثر ما مضى /// والاعمار ما اللي فات منها بعايد
نعدّ الليالي والليالي تعدّنا /// والاعمار تفنى والليالي بزايد
-أو الهلالي القصير وهو ما يكون فيه (الضرب ) مفاعيلن =مفا! وهذا يؤكد طبعا ما ذكرناه في أن
تلك الحقبة لم تكن ملمة بعلوم شتى .فكان اعتمادهم على الألحان فقط .فلو عرفوا بحور الخليل ما أكلت مفاعيلن إلى مفا !